الصورة

السمكة الرملية

مرحباً بك في عالم الزواحف !! أدهشك العنوان ؟!  اعتقدت أنك ستقرأ قصة لنوع غريب من الأسماك يا صديقي ؟! لا لا لا !! فأنا بكل فخر من عائلة الزواحف العريقة ! أعيش بكل سعادة في الصحراء الخالية تقريباً من المياة والمليئة بالرمال في كل مكان وتجوبها المخلوقات الصحراوية بكل سعادة وحرية؛ رغم كل الإشاعات عن كون الصحراء مكاناً خالياً من الحياة!! كما تعلم تحتل الزواحف تقريباً كل أرجاء هذا الكوكب  فستجدنا في السهول والغابات والصحاري وحتى البحار والجبال ماعدا »أنتارتيكا«، حتى ذكر اسم هذا المكان يجمد الدم في عروقي الصغيرة!! فالمخلوقات ذوات الدم البارد لا تتحمل البرد بشكل جيد! لذلك ستجدني أسبح بسعادة في أي منطقة رملية مجاورة فلا تحاول الإمساك بي أبداً، اتفقنا؟!

 

كفى كلاماً عن العائلة الآن!! ولأعرفك على نفسي أكثر أنا السمكة الرملية أو كما يسميني البعض في اللهجة المحلية »حلجه (حلكة) « أو »مليسة« وكان الناس قديماً يلقبونني بـ »بنت النقا«  ولدي الكثير من المسميات في دول الخليج والوطن العربي وذلك لانتشاري في المناطق الصحراوية بشكل كبير. قم بالبحث عن صورتي عن طريق محرك البحث جوجل وشارك صورتي واكتب اسمي باللهجة المحلية لمنطقتك على منصات التواصل الاجتماعي وضع الوسم  @AlAinZoo. أنا نوع من السحالي وتسميتي تأتي من قدرتي على التحرك في الرمال بسلاسة فأظهر لمن يراني وكأنني أسبح في الرمال وعندما أقفز للرمال أغوص كالدولفين هل أثرت اهتمامك الآن؟!  إذا كنت من محبي التخييم أو رحلات السفاري في الصحراء بالقرب من الواحات ستراني ألهو أو أركض مبتعداَ عن أصوات السيارات المزعجة!!

 

هناك ما يقارب ستة  أنواع من السمكة الرملية، نعم نعم؛ سترى أنواع كثيرة مني! طولي يصل إلى 20 سنتيمتراً وجسدي مخروطي طويل وفمي إسفيني الشكل مسطح من الأعلى وهو سر تمكني من الغوص بسهولة في الرمال. ستتعرف علي بسهولة عندما ترى حراشفي اللامعة والملساء والتي تغطي أرجاء جسدي وهي تشبه في لمعانها الزجاج وسيقاني قصيرة، ولكنها قوية وسريعة. كما أن ذيلي قصير مقارنة مع طولي ومع بعض الزواحف الأخرى. لا زلت أخبئ لك المزيد من المعلومات الرائعة؛ أتميز بلون يشبه الرمال لكنه أكثر سمرة ومائل للبني ويتميز جسدي بخطوط غامقة بنية وصفراء وقد تختلف هذه الألوان باختلاف الأنواع. عندما أسبح بسلاسة في أعماق الرمال الناعمة عيناي وأنفي يبقيان حبيبات الرمل الدقيقة بعيداً عن رئتي ومقلتاي فهما يحمياني كما يحمي قناع الغوص الغواص الماهر.

 

الغوص في الرمال يساعدني في المحافظة على درجة حرارتي أثناء الصيف، فدرجات الحرارة في أعماق الرمال أقل بكثير من سطحها الذي تحرقه شمس الصيف، كما أن أعماق الرمال مكان رائع للاختباء من جميع المفترسات الجائعة التي تنتظرني في الصحراء، ألا تعتقد أنها طريقة رائعة للاختباء؟! أتغذى على الحشرات وأستطيع تحديد أماكنها وأنا تحت الرمال من خلال الكشف عن الذبذبات التي تسببها على سطح الرمال عندما تتحرك واختار الوقت المناسب للإنقضاض عليها!

 

يعيش نوعي في أماكن كثيرة فبمجرد أن تفكر في أي كثيب رملي قريب قد تجدنا هناك، ولكن في الغالب ستجدنا نختار الأماكن الرملية القريبة من الواحات! جغرافياً ستجدنا في جميع أنحاء الصحاري الأفريقية وخلال الصحراء الكبرى والشرق الأوسط في عمان والسعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت واليمن. وكالعديد من الزواحف فنحن مهددون بالتغير المناخي وفقدان الموائل الطبيعية والصيد الجائر كما أننا لا نستطيع العثور على الطعام معظم الأوقات ما يؤدي لموتنا. لذلك حاول أن تقلل من استهلاكك المواد الضارة بالبيئة وكلما ذهبت للتخييم أو استمتعت بجولة في الصحراء تأكد من عدم تدمير بيئتي!

 

الفعاليات المقترحة